تشكيل فريق الشباب لدعم الوساطة لتعزيز جهود السلام في تعز

21 أكتوبر 2020 - في خطوة محورية نحو دمج بناة السلام الشباب في جهود الوساطة المحلية في اليمن، تم تدشين عمل فريق الشباب لدعم الوساطة هذا الشهر في محافظة تعز. حيث سيعمل هذا الفريق على تنفيذ مبادرات مصممة بعناية لدعم جهود الوساطة في عمليات المسار الأول والثاني من مسارات السلام في اليمن، وذلك تحت إشراف مؤسسة ديب روت للاستشارات وبدعم من الاتحاد الأوروبي.
وفي الاجتماع الأول للفريق، تحدث سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن هانس جروندبرج عبر بث فيديو مباشر مع الشباب الذين تجمعوا في مدينة تعز خلال الفترة من 3 إلى 7 أكتوبر / تشرين الأول وقال أنه "على الرغم من كون تعز ساحة للمعاناة، إلا أنها أيضًا واحة للأمل". وبالرغم من مرور أكثر من خمس سنوات من النزاع المسلح في تعز، إلا أن المجتمع المدني لا يزال يلعب دورًا بالغ الأهمية في دفع جهود تخفيف حدة النزاع إلى الأمام في جميع أنحاء المحافظة.
يتألف فريق الشباب لدعم الوساطة من قياديين وقياديات تحت سن 30 عامًا من ذوي الخبرة في بناء السلام من كافة أنحاء المحافظة، وهو عبارة عن مجموعة مستقلة يقودها الشباب تسخر إمكانات قادة المجتمع المدني الشباب لدفع جهود الوساطة المحلية في تعز. بالإضافة الى مجموعة مختارة من بناة السلام والوسطاء الفاعلين الذين سيعملون كمستشارين للشباب، لضمان نقل المعرفة بين الأجيال لممارسات أفضل في بناء السلام المحلي، وتمكين التنسيق المباشر في مبادرات دعم الوساطة.

خلال فعالية الإطلاق التي استمرت خمسة أيام، تلقى أعضاء الفريق تدريباً مكثفاً على مهارات الوساطة في النزاعات، بما في ذلك حساسية النزاع ومبادرات المسار الثالث لبناء السلام، حيث إنضم للمشاركين عبر الإنترنت الوسيط الدولي البروفيسور سلطان بركات، والذي شاركهم بعض الخبرات والتجارب حول الوساطة ومفاوضات السلام. بالإضافة إلى استضافة بعثة الاتحاد الأوروبي الى اليمن وكبار المسئولين من مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن في هذه الفعالية، والتي ناقشوا خلالها اخر المستجدات في اليمن، والنظر في كيفية إدماج الشباب بشكل أفضل في عملية بناء السلام.
جهود السلام المحلية
بسبب تصاعد القتال في المناطق الاستراتيجية في جميع أنحاء البلاد، فإن الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتفاوض على تسوية سياسية للصراع بين أنصار الله والحكومة اليمنية لم تحقق تقدماً ملموساً. ومع ذلك، إذا نظر إلى مسار الوساطة على المستوى الوطني على أنه جزء من عملية سلام أوسع تتشكل باستمرار من خلال الجهود المختلفة على الأرض، فإن عملية السلام في اليمن حققت الكثير من التقدم.
ففي كل يوم، يساهم الوسطاء اليمنيون المستقلون في المحافظات اليمنية في هذه العملية من خلال تعزيز المفاوضات بين الممثلين المحليين لأنصار الله والحكومة اليمنية. وتشمل هذه الجهود تأمين الإفراج عن السجناء والمعتقلين، وفتح الطرقات للمدنيين، ومعالجة مجموعة من القضايا المتعلقة بالخدمات العامة التي تتقاطع مع الخطوط الأمامية لجبهات القتال، مثل إعادة فتح خطوط إمداد المياه أو إصلاح أبراج الكهرباء.
ربما يقدم ملف الأسرى والمحتجزين أوضح دليل على أن الوسطاء اليمنيين المستقلين لا يساهمون فقط في عملية السلام الأوسع في اليمن، بل يقودون الطريق إلى الأمام: في محافظة تعز وحدها، منذ عام 2016، تم إطلاق سراح عدد 850 أسيراً ومحتجزًا من خلال 27 اتفاقًا تمت بوساطة محلية، مع إطلاق سراح 600 فرد إضافي دون قيد أو شرط من قبل أي من الجانبين.
مثل هذه الجهود التي يقودها الوسطاء المحليون تؤسس لبناء الثقة وتحقق درجة من الاستقرار في المناطق المتأثرة بالصراع. لكن على الرغم من الأهمية البالغة لجهود هؤلاء الوسطاء، فإنهم نادرًا ما يتلقون الدعم الكافي لجهودهم. وفي محاولة للمساهمة في معالجة هذا الأمر، سعت ديب روت والاتحاد الأوروبي إلى دعم جهود الوساطة المحلية وذلك من خلال أعظم مورد غير مستغل وهم "الشباب".

حيث تم تشكيل فريق الشباب لدعم الوساطة لتقديم الدعم المباشر للوسطاء المحليين وتنسيق تدخلاتهم من أجل الاستفادة من فرص الوساطة عند ظهورها. تأسس الفريق على أساس الايمان بأنه يمكن مضاعفة أثر جهود الوساطة المحلية من خلال دمج جهود بناء السلام على المستوى المجتمعي التي يقودها الشباب في عمليات السلام الغير رسمية (ما يعرف بالمسار الثاني لعملية السلام)، وكذلك من خلال خلق مساحة للقادة الشباب الناشئين للتعلم والاستفادة من النساء والرجال الاستثنائيين المشاركين في جهود الوساطة. يتم تعزيز هذا النهج من خلال شمول الفريق لأعضاء مقيمين في مناطق مختلفة من محافظة تعز.
يأتي تشكيل فريق الشباب لدعم الوساطة عقب إطلاق برنامج زمالة حكمة للقيادات العامة، وكلاهما جزء من مشروع جيل جديد من القيادات العامة في اليمن. الذي يتم تنفيذه بواسطة مؤسسة ديب روت للإستشارات وبدعم من خلال أداة الاتحاد الأوروبي للمساهمة في الاستقرار والسلام (IcSP) خلال عامي 2020 و2021، يهدف المشروع إلى ضمان وضع الجيل الناشئ من القادة في اليمن في طليعة الجهود المبذولة لبناء مستقبل مستقر ومزدهر لبلدهم.

مؤسسة ديب روت هي مؤسسة اجتماعية رائدة تعمل على تطوير حلول شاملة ومستدامة لمجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية في اليمن، وتمتلك المؤسسة خبرة واسعة في توفير منصات للحوار حول بناء السلام وإعداد تقارير معمقة وتوسيع فهم أصحاب المصلحة للديناميكيات المحلية في مناطق مختلفة من البلاد. نفذت مؤسسة ديب روت العديد من مبادرات المسار الثاني لتقديم الدعم المباشر وغير المباشر للجهود الرامية لتحقيق السلام في اليمن.
